06 أغسطس، 2015

شروط الخلوه

سمعنا كثيرا عن الخلوات الروحانية التى يمارسها طالبوا هذا العلم فهل فعلا هناك خلوات وإن كان فما شروطها وهل هى صحيحه أم محرمة ؟
مدونة روحانيات مصرية،حامد حماد



الخلوة الروحانيه هى احد اهم وانجح طرق الإتصال بالعالم الاخر "عالم الجن " وهى اصل ثابت فى كل الديانات والمذاهب والطرق وإن كانت مختلفة النتيجة والاتجاه حسب فهم وإعتقاد كل ملة ودين .
 فخلوة المسلم للجن فقط صالح وطالح.
 وخلوة النصرانى للشياطين وارواح الاموات والملائكة .
 واليهودى للملائكة والشياطين.
 والهندوسى للأرباب والمخلوقات الاولية وارواح الأسلاف.
 والبوذى لنقيضيى الخير والشر من الارواح المستعبدة داخل دائرة الاستنساخ الازلية او الارواح الحرة المسيطرة.
 والقبائل الوثنية فى افريقيا أو اسيا والفلبين واميركا اللاتينية يختلون طلبا لمشاكلة ارباب الطبيعة وارواح الاجداد والمخلوقات الاولية السابقه على ادم وهكذا. 
وإن كانوا جميعا يتعبدون للجن - الصالح منهم والطالح لكنى هنا اطرح معتقدهم ولا اناقشه .
معنى الخلوة
الخلوة عباره عن ترك الدنيا بما فيها والاختلاء بعيدا عن الناس وترديد " ورد أو عزيمة او إسم أو توجه أو آيه " بلغه مفهومه او غير مفهومه مع صيام وإفطار على ما يخلو من روح والنوم عن غلبه وذل وخضوع وخشوع تام حتى إتمام الامر المراد وهى تبداء من يوم واحد ولا تنتهى عند عدد ، فمن الناس من يختلى عشرا ومنهم اربعون ومنهم من يفعلها تسعه اشهر كما كان يحدث قديما بمغارة دنيال بالمغرب العربى .
 وإن اهملنا الحكم الشرعى مؤقتا واردنا ان نتكلم عن شروط صحه الخلوة لإتمامها بشكل صحيح " وصحيح هنا تعنى ان يحصل المختلى على ما اراد دون تلبيس ودون أذى " نتكلم عن شروطها بشكل احترافى وبعدها نتكلم عن حكمها الشرعى .
ــــــــــــــــ
 فاننى ومن خبرتى المتواضعة فى هذا المجال وبعد الكثير من التجارب قد صححت عدة شروط لإتمام الخلوة بشكل صحيح وقد قسمتها على ثلاث انواع وهى " شروط قبل الخلوة ، وشروط أثناء الخلوة ، وشروط بعد الخلوة " وسنتكلم عن كل شرط بالتفصيل . وإن كان ما سأطرحه قد لا يكون لائقا لغير المسلمين فى هذا المجال وذلك لإلتزامى بموروثى الثقافى الاسلامى دون التقيد بالحكم الشرعى والذى سنناقشه لاحقا .
شروط قبل الخلوة .
* إستخاره الله تعالى .
وهو فعل عام ملازم لكل مسلم ومسلمة يقدم على امرا ما ، لذلك فهو أصل لابد منه .
* الإذن من شيخ عالم .
وهذا الشيخ لابد منه وبدونة فانت هالك لا محالة فمن كان بلا شيخ فى الخلوة فشيخة الشيطان ومن ناحية اخرى هناك امور وشروط لابد منها لإتمام الخلوة لايستطيعها غير شيخك الذى سيرعاك اثناء الخلوة .
* قياس الروحانية الشخصية.
وهذا مما أشكل على كثير من ارباب هذا العلم ومريدوه . فمستوى الروحانية عند الشخص غير متعلق بدين او علم او جنس لكنه فقط يعنى مدى قدرة الشخص على الاتصال بالعالم الاخر ، لذلك قد تجد هندوسيا اكثر روحانيه من مسلم متدين وهذا لان الروحانية كما قلنا غير متعلقه بدين إنما هى مجموعه رياضات ذهنية وجسدية تجعل الجسد مناسبا للتعامل مع العالم الاخر .
 وقياس الروحانية يعنى معرفه قدرة جسد المختلى على مشاكلة العالم الاخر مما سيترتب عليه تحديد عدد ايام خلوتك ، فمن الاخطاء الشائعة القاتله فى هذا المجال تحديد عدد من الايام لكل دعوة او اسم وهذا خطاء فعدد ايام الخلوة متوقف على الشخص المختلى وغير مربوط بالدعوة فانت مثلا تحتاج لخمسة عشرا يوما " للصمدية " وهذا لانها المرة الاولى التى تختلى بها ، وغيرك اختلى مئات المرات وعلى مدار سنوات فلن يحتاج غير يوم واحد بنفس الدعوة . وهكذا ، لذلك فقياس الروحانية امر مهم وخطير ولا يستطيعه غير شيخ حقيقى وذو علم وهو ما ادرجناه بشرط الإذن من شيخ .
* اختيار الدعوة المناسبة.
بعد تحديد درجة الروحانية فمن الطبيعى عند إختيار دعوة ما ان تكون مناسبة لروحانيتك ومعنى ذلك بشكل اكثر دقة ان تكون دعوة ذات خدام مناسبين لك فى الطبع ومقاربين لك فى الروحانية حتى لا تتأذى بحضورهم او يتأذوا هم بالحضور.
* معرفة تصريفات الدعوة وكل ما يخص خدامها. 
وهذا أمر هام جدا لان المعرفة دائما تمنع من الزلل ، فمعرفة تصريفات الدعوة " التصريفات تعنى الفوائد المرجوه من الدعوة " وما المتاح منها الان وما ستحصل علية لاحقا ومن هم خدامها واسمائهم وطباعهم وانواعهم ورؤسائهم وقبائلهم وكل شىء عنهم تقريبا وبدون تلك المعرفة فأنت لكذبهم خاضع ولتلبيسهم قانع.
* التروحن بالدعوة.
وهو مما سيعطيك قوة . ومعناه ان تتخذ من قسم الدعوة او الاسم او الاية وردا دائما بان تكون هى شغلك الشاغل وهدفك الدائم.
* اختيار رصد فلكى مناسب .
ومعناه إختيار وقت مناسب للعمل وهو غير ما سطر فى الكتب من ساعات نحسية وأيام للخلوات او الإلتزام ببداية الخلوة الاحد ، فتأثر القبه السماوية بنا وتأثرنا بها منقلب ومتغير كل اربعون عام " وهى الفتره الصحيحه لتغيير الاجيال البشرية " لذلك فما خط فغير صحيح ، والرصد الفلكى هنا منقسم بين طباعك وروحانيتك وبين طباع خدام الدعوة ، وهذا ايضا مما يقوم به شيخك عنك .
* اختيار مكان مناسب للعمل .
من شروطه ان يكون بعيدا عن الضوضاء وطاهر ومربع الشكل وإن كان ضيقا كان أفضل
* تهيئة المكان للخلوة .
تطهير المكان وتعطيره وتمليس الحوائط " نزع المسامير منها وسد الخروم والخدوش " أو تكفينها " لفها جميعا ما عدا السقف والارضيه ببفته بيضاء ناصعه . وتبخير المكان 
شروط اثناء الخلوة.
* الطهارة والوضوء الدائم .
وهذا امر هام جدا ولابد من الحرص علية
* الاتجاه للقبلة دائما .
وهو من خصوصيات المسلم ، وغير المسلم فمتجه لقبله اخرى.
* النوم عن غلبة .
بمعنى الا تنام إلا إن غلبك النوم ودون ذلك لا تفعل
* الجلوس وسط الغرفة .
* الظلام التام او على ضوء شمعة .
* يقظة العقل والتركيز الدائم .
* الالتزام بالبخور والتحصين وصرف للعمار وإعاده قبل كل عمل وبعده .
* عدم قطع دعوتك لأى عارض .
دائما فى الخلوات تجد ما قد يشغلك عن قراءة دعوتك كأن ترى من يلقى عليك السلام مثلا ، فلا ترد علية حتى إتمام دعوتك بعددها المخصوص.
* عدم الاهتمام بما يدور حولك .
احيانا ترى اهوال من زلازل او وحوش حولك قد تشعر بأنفاسها او رجال مقطوعى الرؤس أو ما الى ذلك فلا تهتم ولا تجزع
* عدم الخوف ملامسة الارواح لك .
عند صمودك للأهوال وعدم ترك الخلوه تاتى مرحله التعجب منك وقد تجد من يلمسك من العالم الاخر قد تراه او لا تره او من يشمك أو ينظر اليك متفحصا فلا تجزع ولا تخف .
* عدم الرضى إلا بما تريد .
كثيرا ما يأتيك ملوك وملكات فى هيئات جميلة يقولون لك توقف عن الدعوة قد اتيناك وسنعطيك ما تريد أو ان ياتيك من هو بهيئه عظيمه ويقول لك انا فلان الفلانى . 
فأعلم انك ان توقفت او رضيت بما يقدم لك فقد فشلت ولبس عليك الشيطان فلابد لك من الالتزام التام بما تريد وان كان من تطلبه شخصا حقير وجاءك من يدعى انه الملك فلان فلا تلتفت له حتى وإن قال لك انه " ميططرون " اوحتى  " طحيطمغليال " تمسك دائما بما اختليت من اجله.
* التأكد من قدرتك على تنفيذ شروط العقد .
بعد نجاح الخلوة سيأتيك خدامها ويفرضون عليك شروطا فلا ترضى إلا بما تستطيع ولا تكلف نفسك فوق طاقتها.
شروط بعد الخلوة
* الإلتزام التام بشروط العقد
* السرية التامة 
* التروحن دائما بدعوتك
* التزام الصدق بكل امورك
* عدم استخدام الارواح فيما يخالف الشرع.
ـــــــــــــــــــ
الحكم الشرعى للخلوة .
انا لست مفتيا ولا املك القدرة على اظهار الحكم الشرعى فى اى امر لكنى هنا اكتب ما اراه لنفسى والله تعالى اعلم.
ــــــــــــــــــــــــ
كل ما مر من شروط وضعتها بشكل إحترافى لنجاح الخلوة اما من الناحية الشرعية فلا يمكننى الجزم بصحه الامر من أساسة وهذا لعده اسباب منها.
أولا .. أن اصل العلاقه بيننا وبين العالم الاخر بهذا الشكل غير صحيحه ، فكسر الحاجز الزمنى الذى بيننا ونزع الحجاب الطبيعى الذى يمنعنا عنهم اراه تمردا على اصل الخلقه وكسرا للناموس الطبيعى وهذا يعد نوعا من التمرد على الاصل مما يردنا لدرجات الشيطنه .. فكل متمرد على اصل خلقته وطبيعته فهو شيطان سواء كان انسى او جنى او حيوان .
ـــــــــــــ
ثانيا .. أن الخلوة بخلاصه مضمونها موقوفه على استحضار ارواح الظن بها " مهما تفلسفنا " دفع الضر او جلب المنافع وهذا من اخص متعلقات الربوبية وهذا الاعتقاد لا يجوز بالنسبة للمسلم خاصة إلا بحق الله تعالى .. فهو شرك ربوبيه.
ـــــــــــــ
ثالثا . ان شروط صحه الخلوة رغم بريقها . صيام وصلاه وطهاره وذكر وتعبد . إلا انها كلها امور تعبديه ومن متعلقات الالوهية . والعباده لابد لها من اصلين حتى تكون صحيحه . إخلاص النية لله ، ثم اتباع النبى محمد صلى الله عليه وسلم . فمن اخلص بغير اتباع فهو مبتدع وعمله مردود ومن اتبع بغير إخلاص فهو مشرك وعلى خطر .
 وما ينتويه المختلى من دخول الخلوه لجلب ارواح لا يمكن ان يستقيم مع صحيح نيه العمل لله بل هو شرك صريح .
 ثم ما يفعله العبد من عباده هى ابتداع خالص لأن هذا الفعل لم يذكر عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام او التابعين او تابعيهم .
 وأقدم الكتب واخطرها فى هذا المجال كتب البونى وهو كان شيعى العقيده يعتقد فى ارواح الصالحين والاموات .
ـــــــــــــ
لذلك الرأى ان الخلوة الروحانية غير صائبة من الاساس ومن يخاف على دينه لابد له من مراجعه نفسه .
هذا والله تعالى من وراء القصد وهو وحده المستعان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق