29 أغسطس، 2015

النسيان


يعتبر النسيان مرضا روحانيا لا يخلو من دس الشيطان وهمزه ، يقول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم وقال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين وقال الله تعالى قال ارئيت اذ اوينا الى الصخرة فاني نسيت الحوت وما انسانيه الا الشيطان ان اذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا 
وينقسم النسيان كمرض روحاني الى اربعة اقسام القسم الاول : نسيان الذكر 
القسم الثاني : الغفلة . القسم الثالث : السهو . القسم الرابع : فقدان الذاكرة .
وان شاء الله اوافيكم اياها مفصله على الاجماع 
القسم الاول
 وهو نسيان الذكر والمقصود بالذكر هو عبادة الله وذكره ، وهذا النوع من النسيان قد يسيطر على مصير انسان ، ويلقي به الى التهلكة ، يقول الله تعالى : قال رب لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى
اللهم انا نعوذ بك ان نقع في نسيان ذكرك اللهم آمين .
اخي القارىء : يجب على الانسان ان يكون حذرا من شر نفسه ، ومن شر الشيطان ونزغاته وهمزاته ، وان يراقب حركاته وسكناته وان لا يفعل ما يغضب الله ، لانه اذا اغضب ربه اعرض عن ذكره ، واذا اعرض الانسان عن ذكر الله ، تتحول حياته الى ضنك ، وفي الآخرة يصلى الجحيم ، وفي المحصلة يخسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله ، نسأل الله لنا ولكم الهداية والصلاح اللهم آمين .

القسم الثاني
 فى النسيان فهو الغفلة ، والمقصود بالغفلة هو انه سها من قلة التحفظ والتيقظ اي تركه اهمالا من غير نسيان ، وان الانسان يفقد السيطرة على الميزان اي العقل لبعض الوقت فيتحكم بالميزان الشيطان فيحصل ما يحصل في هذا الوقت المسمى الغفلة ، وفي اغلب الاوقات لايعلم الانسان ماذا حصل او ماذا فعل في وقت الغفلة ، والسبب في حدوث هذه الغفلة الشياطين ، وعلى الانسان ان يعلم انه قد يتربص شيطان بانسان لمدة شهر كامل ليصل به الى دقيقة غفلة ، ليسيطر عليه . وغالبا ما يؤخذ في دقيقة الغفلة اكبر القرارات المصيرية ، او العصبية الشديدة او الكفر ، كشتم الذات الالهية والعياذ بالله ، وهناك من تحصل عنده الغفلة لمرة واحدة ، وهناك من تتكرر واذا تكررت عند انسان فهو مريض بها وعليه ان لا يستهين بها ، لان الانسان قد يقتل ، او يسرق ، او يظلم ، في لحظة غفلة .

القسم الثالث

: فهو السهو وللسهو احوال كثيرة منها ، السهو عن الصلاة ، و السهو في الصلاة ، والسهو عن قراءة القرآن ، والسهو في قراءة القرآن ، والسهو عن الذكر ، والسهو في الذكر . والسهو المرض هو الذي ذكر السهو اعلاه ، اي سها فيه اي تركه عن غير علم ، ولكن السهو عنه ليس مرضا ، اي سها عنه تركه مع العلم . يقول الله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون والسهو هو نسيان الحاضر ولا يوجد له علاقة في نسيان الماضي لان نسيان الماضي يتعلق بالذاكرة ، وفي الغالب فأن العلاج الروحاني يعالج المؤمنين ، يقول الله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا وينحصر السهو كمرض روحاني في السهو في الصلاة ، والسهو في الوضوء ، والسهو في الذكر ، والسهو في قراءة القرآن ، والسهو بالعمل ، والسهو في التعامل مع الناس ، والسهو عن المطالبة بما هو له ، والسهو عن تأدية ما يطلب منه ، والسهو غير المقصود عن حقوق الآخرين ، والى ما شابه ذلك .

القسم الرابع

: فهو فقدان الذاكرة . وتنقسم الذاكرة الى خمسة اقسام : فهناك ما يسمى الذاكرة البصرية ، وهو ان يذكر الانسان مشهدا سبق ان شاهده ، وهناك الذاكرة السمعية ، وهي ان يذكر الانسان صوتا سبق له ان سمعه ، الذاكرة الذوقية ، وهو ان يذكر الانسان طعم شيء سبق له ان ذاقه ، الذاكرة الشمية ، وهو ان يذكر الانسان رائحة سبق له ان تشممها ، والذاكرة النطقية ، وهو ان يذكر الانسان ما صدر منه من قول ، هذه هي الذاكرة ، وهي معقدة جدا لكثرة ما لها من تفاصيل ، والذاكرة الروحانية هي الوعي الروحاني ، وهو ان كل الذاكرة نشيطة ، واذا كسلت لدى انسان اي من الذاكرات الخمس ، شعر الآخرون ان فلانا اقرب الى الجنون ، اما اذا تعطلت احد الذاكرات فستعلق في العقل لدى الانسان المصاب آخر كلمة في الذاكرة فيبدأ بتكريرها حتى يصبح من حوله يتهمونه بالجنون ، واما اذا فقد الانسان الذاكرات الخمس فهو مصاب بفقدان الوعي الروحاني ، فيكون صحيا على افضل حال ، لكنه عقليا ، لا يفقه من الدنيا اي شيء ، وفي هذا القدر كفاية . .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق