30 سبتمبر، 2014

المقدمة

الحمد لله واهب الحياة , ومعطي لكل ذي نفس من هواه , ومعطي التدبير لمن تبع هداه. ومنَّ على الإنسان بذكاه , وأعزه في أرضه وسماه. أشكرك يا الله على أنك أنا المبتعد.. مني ما تزال أبداً قريب, وفي وحدتي أنت الحبيب, وعند الزحام وحدك لي خطيب, وفاتح لعبدك الذليل كل المحاريب, وإذا ضاق بي سماء خلقك ففي صدرك أخشع وأنيب. ربي جبروت خلقك لا يهز لي طرفاً ولكن نظرة منك يقشعر لها جلدي وعظمي تذيب.أشكرك و أحمدك حمداً لا يعادله شيئ إلا أنت. سبحانك أنت أعلم بنفسك نقص العقل عن إدراك ذاتك, ونكص الفكر عن بلوغ آخر علوك, فأنت الأول والآخر, لا أول يتأخرك ولا آخر يتقدمك.
والصلاة والسلام على خير البرية, محمد بن عبدالله الصادق النية, ذو الأخلاق النقية, الرفيع الشرف ذو الحلية المنيعة, أرحم خلق الله وأعظمهم حلماً وسريرة, وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

حقيقة إن الناظر في كتب أصحاب هذا الفن يضيع ما بين الطرق العديدة والمتنوعة لأداء غرضه من النظر فيها, فقد يكون ذا حاجة ماسة ويريد قضائها فلا يصل إلى شيئ من الكتب إلا الحسرة والزوغان. فمن العزايم والأقسام التي يتفكر فيها الراغب إذا كانت صحيحة هل نقلت إلينا بدقة كما كتبت منذ آلاف السنين, مع العلم أن الكتابة لم تكن بهذه السهولة كالآن من حيث التنقيط واللغة ووسائل الكتابة المستخدمة حالياً. وبالرغم من توفرها اليوم يقع السهو في النقل لحرف هنا أو زيادة حرف هناك. ثم أن أصحاب تلك العزايم الصحيحة هل ما زالوا يعيشون لخدمتها ؟ وما معاني تلك العزايم؟ هل بها شيئ من الشرك بالله؟ هل هي شيطانية أم روحانية؟ وإذا كانت أوفاقاً فما العمل بها وما النافع منها؟ وكيف نكتبها وكيف نتصرف بها؟ وإذا كانت سورا وآيات قرآنية ما هي شروطها وميكانيكية عملها؟ وما هي خصائصها؟ وإذا كانت طلاسما كذلك نفس القصة القديمة وما إلى ذلك من الإحتياجات التي وضعت في المؤلفات على صيغتين:
الأولى شروط معجزة وقد تكون أحيانا مستحيلة كقراءة سورة يس سبعين مرة مما يعني قراءة 5810 آية في جلسة واحدة وذلك تقريبا القرآن كله.
والصيغة الثانية أنهم يضعون العمل بسيطا خالياتماما من أي شروط إفعل فيكون وهذا لا يكون حتى باستخدام السحرالذي يحتاج جهدا لنيله من الشياطين. ومثله الأوفاق التي وضعت % 9، 99 من جملتها في الكتب تعبدية وليست إستخدامية, أي بسيطة وليست كاملة ولا جاهزة للتصريف وذلك لخطورتها .

ولهذه الأسباب وضعت في كتابي هذا أقرب الطرق للنتائج وحصول الفايدة ويكون بداية إتصال الطالب بالروحانيات وآخر عهد له بالعالم الملموس و أول دخول له إلى عالم الناموس, مما جرب وصح عندنا إختصارا لسنوات من الأبحاث, وولادة لتجارب كان مخاضها يقطع الأنفاس. ولا أخفي منها شيئ مخالفا بذلك السلف وإنما أخفوا وموهوا وضللوا حماية لها وذلك واجب في زمن كانت هذه العلوم إليهم أقرب , أجوائهم صافية خالية من المشتتات لقبول السر أسرع. أما اليوم فتندر تلك الظروف في الزمان والمكان وإستيعاب عقلية البشر . ولهذا بسطتها في هذا المختصر بفوائد لا يفيدك بها أحد. وقد تمنيت أن أحصل على مثله من مساعده ولكن كما أحب لنفسي أحب لك, ولهذا وضعته بين يديك, مليئ بأحسن الطرق المأخوذة من الثقات في الدين, ممن يعول عليهم والمشهورين بالورع والتقوى, طرقا روحانية نقية خالصة من الشوائب. وعليك بالتقوى لتقوى. فقد إستخلصتها لنفسي وهي أمانة عندك الآن ولك أن تجرب, وإن لم فأنت الخاسر لا محالة, فقد أسعفتك بما لم يسعفك به زمانك, وأغثتك بما كلت دون الوصول إليه جهود أقرانك, فكن به سعيداً, وبحقه فريداً , ولا تستوهم الضعف في غيرك قبل أن تتيقن القوة من نفسك. واعلم أن من أحب نفسه بصدق لا يمكنه أن يكره النفاق من غيره. فكن بنفسك محتاجا للضعف دوما فإن القوة لا تعطى لمن يملكها وإنما لمن يحتاجها .
ويا أخ الإبتلاء عليك لتحقيق الحلم بالحلم . وإذا دخلت في هذا الشأن متحديا قوى الطبيعة فالأرجح أن تتحدى طبيعتك وتنتصر عليها .
المؤلف : أنور المشايخي 5ــ 12ــ2006






الفصل الأول
التمهيد
الجميع يبحث عن سر , وقلة من يبحث عن السر , وفي جميع الأحوال فالإنسان بطبعه يستهويه أن يضيف على رتيبة حياته الغموض. فالغموض هو المجهول, وما لم يعرفه الإنسان يشعره بالعجز, مما يجعله يتهافت عليه, لهذا السبب أو لعلمه أن من يملك ذلك الغموض المجهول يستطيع أن يخيف الآخرين ويكون هو بمنآ عن الخوف نفسه بل هو معطيه في هذه الحال . ويحلو لبعض منا أن يسمي ذلك السر إسم الله الأعظم, فما طبيعة هذا الغموض؟
السر لابد أن يبقى سراً, فلولا أنه كذلك لما كان سراً, وبهذا نعلم أن السر لا يمكن أن يتعلمه الإنسان وإلا لما كان سراً . إذاً فهو يحصل للإنسان دونما تعلم من أحد بغض النظر عن طريقة الحصول عليه . وقد أورد صاحب شمس المعارف الكبرى قصة عن أحد طلاب العلم أنه خدم شيخاً عارفا للإسم الأعظم مدة 20 سنة, وجلس بين يدي الشيخ يوماً وقد أجلس ابن الشيخ على حجره , فسأله الشيخ وقال: قد أخلصت في خدمتنا طويلا فما تطلب علينا؟ فرد الطالب طالباً إسم الله الأعظم من الشيخ. فقبض الصبي الصغير على لحية الطالب وقال: إسم الله الأعظم فيك يا عم . أو قال : أنت إسم الله الأعظم. فرد عليه الشيخ : قد أجابك الغلام . والمعنى أن إسم الله الأعظم ذلك السر الغامض هو الإنسان نفسه , الجامع لجميع الموجودات ففي جسم الإنسان من جميع معادن الأرض ومكوناتها كما في عقله تعقل الموجودات , وكما في نفسه من روح الله سبحانه وتعالى. وحقيقاً أن من عرف نفسه فقد عرف ربه .
بهذا يتضح أن من عرف إسم الله الأعظم لا يستطيع أن يعلم به
أحد وذلك ببساطة لأنه لن يعرف كيف فهو نفسه لا يعرفه لأنه سراً. ولكن يمكن له أن يقدم إقتراحات للآخرين الذين يسألونه عنه, بأن يفعلوا ما كان هو يفعل حتى تحصلت له تلك الخاصية , بأن يكون كوزير النبي سليمان إذ أتى بعرش بلقيس بغمضة عين . مما يدل على أن العمل يكون في الضمير, ضمير الإنسان نفسه .
ومفهوم هذا كله أن يتعرف الإنسان على نفسه. فإذا أحب شخص أن يتعرف على آخر قضى بعض الوقت معه , وكلما طال الوقت الذي يقضيه معه تعرف عليه أكثر , وكذلك إن أراد معرفة موضوع ما أخذ يبحث عنه في الكتب ويتدارسه لبعض الوقت حتى يتقنه. وقد قيل أن من قضى أربعين يوما مع قوم صار منهم . ولعله هذا السبب في ميعاد موسى مع ربه 40 ليلة وأن سن الأربعين سن الرشد حيث يعلم المرأ رغبات نفسه باليقين. وهذا هو سر الأربعين الحد الأقصى والأكبر الذي تحدده جميع كتب الرياضات والخلوات 40 يوما بخلوة وصوم لنيل التسخير . وهو بالمعنى البسيط قضاء الإنسان40 يوما مع نفسه ليتعرف عليها . فالإنسان يقضي طوال عمره مع الآخرين ولا يجد الوقت الكافي ليقضيه في التعرف على ذاته .
أما هذا فقد عرفنا أننا نقصد به الرياضة والخلوة. فما هي إذاً مادة هذا الكتاب ؟
إن الطرق والأساليب التي سنستعرضها في هذا الكتاب هي أعمال ونفحات جزئية من الإسم الأعظم , بمثابة نافذة من نوافذه وقد فتحت بعض الشيئ ليستهوي فاتحها قليلاً ليشم ويتنفس عطور السر . حتى إذا ما إمتلأ صدره به طلب المزيد من نفسه فحينها لن يحتاج إلى هذا الكتاب فيدخل إلى كرسي الرياسة والإستخلاف, وحينها لن يعرف أنه قد تحصل له ما حصلّّ بتصفح هذا الكتاب لأنه كما قلنا من يصل إلى السر لن يعرف كيف ولا ما هو, إنما يستطيع فقط أن ينصح بسلوك الطريق الذي سلكه لعله يصل إلى ما وصل إليه هو وهو هذا الكتاب. بل الأقرب منه والمصدر الأصح هو القرآن الكريم الذي فيه جميع العلوم منطوية تحت حروفه, المحموله على أعداده , بل الأصح والأقرب من ذلك هو عند الله تعالى كما قال في الآية 31 من سورة الرعد
" وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا "

ولقد إختلفت الكتب كما إختلفت الطرق التي طرحت فيها للحصول على ذلك التأثير الأثير فلماذا هي مختلفة ؟

تختلف الطرق وذلك لتناسب كل طريقة شخص دون الآخر. فقد يعلم شخص ما طريقة من الطرق وتنجح دائماً معه, فإذا عملها شخص آخر أو هو نفسه مع أحد ما لا تنجح ! وهذه حكمة لا يعلمها إلا الله. فإذا سألت علمت أن بعض البشر يتعالج بما تعالج به آخرين كثر قبله ولكنها تلك الطريقة لا تفلح معه . ولهذا المعالج أحيانا يحول المريض إلى معالج آخر قد لا يكون بمقدرته ولكن لعلمه بهذه القاعدة , وهي الشذوذ. وبعض الطرق تنفع في محل ولا تـنفع في آخر. وقد يظن البعض أن السبب هو ما يعجز الجميع تقريباً عن تحصيله وهو علم الفلك. وهذا غير صحيح. والصحيح أن ذلك من حكمة الله تعالى في أن يري الإنسان ضعفه, وليعلمه أن الكمال والديمومة لله وحده, وأنه مهما تعلم لن يصل إلى كلمته التي تفرد بها جل وعلى " كن فيكون " . أما ما نراه من البعض من الذين يدعون المس الجنوني, وذلك ما يستهويني أن أسميه
وقد فشل المعالج المتمرس في علاج مس الجن من علاجه, فذلك ليس بمس من الجن, إنما هو مرض نفسي وكذبة قد كذبها المريض على نفسه وعلى الآخرين . فقد عالجنا أناساً من مس الجن ولكن إذا ما أتانا المريض وانصرع وقام بما يشبه حركات الزار أو حركات عنيفة فذلك ليس بالمسكون بالجان . وقد يعالجه أحد المشايخ وهو والمريض يظنان أنه قد تعالج من المس , بل ذلك بعزيمة المعالج الوهمية أوهمت المريض خروج المس .وإنما مس الجان يأتي على شكل رفة أو رعشة في إحدى عينيه ــ تخريب لمشاريع المريض على الدوام ــ الإصابة بأمراض ليست معروفة السبب ــ كوابيس رديئة متواصلة ــ الخوف من غير مبرر ــ رجفان القلب من دون سبب صحي ــ الرغبة في القيام بأعمال جنونية خطيرة مميتة من غير دافع ــ ضغط نفسي مستمر ومفاجأ ويشعر المريض بأنه كأنه يتصعد بصدره إلى السماء ــ تيبس في أحد أعضاءه وثقل ــ يشعر وكأن النمل يمشي على جسمه . فهذا هو الذي يتعالج بالطرق المعروفة . وما عرّفّناها إلا ليعرف الطالب الفرق بين فشل طريقة علاجه لأسباب حكمية أم بسبب كذب المريض, وليتيقن أن يترك ما لا يستطيع إلى ما يستطيع , وأن لا يصاب بالإحباط إذا ما واجه مثل ذلك , فبالمثابرة والطلب تصيب الأمور .
وأخيراً فإن الأسرار وإن يكن تعريفها فهي لا تخرج أن تكون أحد ثلاثة أو بعضها من بعض , وهي إما كتابة أو تلاوة أو تصور أو أحدها مع الآخر أو جميعها في آن . وسوف نتحدث عن جميعها بالتفصيل وبكل ما يلزم للحصول على المنفعة من كل منها .






الباب الأول
الكتابة

ونعني به كل ما يكتب من محو أو ما تكتب من أي عمل من الأعمال الروحانية للطلب على أن تراعي هذه الطرق والأساليب التي سنضعها لك. وذلك في البداية كي تتعود عليك الروحانية حتى إذا ما نجحت لك بعض الأعمال لا تحتاج إلى أن تراعي الطرق المبدأية . ومنها طهارة المكان والكاتب والأفضل ألا يكون أحد من حولك حال الكتابة وذلك أجدى للتركيز ثم أنك تضمن طهارتك والمكان ولا تضمن الحضور. كما ينبغي الكتابة بتركيز وجدية بلا هرج ومزاح من أحد فيقطع عليك عملك. وإن كان عملك لمحبة وعشق يوضع المكتوب قرب نار دائمة أو حرارة ويمكنك لصق ظاهر المكتوب على حرار المياه الذي لا يكون في الحمام وتشغل عليه الحرار إلى أن يتم المطلوب. وكذلك أن كان عملك ضرر بدني أو إنتقام يوضع في الحرار. وإن كان عملك الحصول على غرض أو إستظهار منفعة فتضعه في الماء الجاري. وإن كان عملك قتلا أو صنع خصام فتدفنه. وإن كان حبا ومودة وقبول فيعلق في الهواء ولا يغرنك أن بعض المشايخ يكتب أي شيئ في أي شيئ وقت ما يريد وينجح عمله وتقول أنك تفعل مثله فإنه لم يصل لما هو عليه إلا بإتباعه الأصول .

أولاً أدوات الكتابة :
1 ـ ما يكتب عليه
غالبا فإن ورق الكاغد يسد في جميع أنواع الكتابات, وهو من مثل نوعية الورق المسمى A4 . وتكون ورقة بيضاء خالية من النقط أو الخطوط أو أي كتابة. ولا تكون قد أستعمل منها من قبل لشيئ . أو كانت تحت ورقة أخرى وقد سند عليها لعمل ما . وأن لا تكون قد خزنت في مكان غير طاهر أو وضعت قرب النجاسات. وهذه الشروط تنطبق على أي معدن آخر شرط للكتابة عليه . غير أنك تحترس من الجلود فإنها تحتاج لبعض التنظيف كي تكون صفحة رقيقة تمكنك من الكتابة عليها . ولا تكتب شيئ في النجاسات مطلقا فإن الروحانية تحتقرك وتنفر منك ولا تصالحك بعدها إلا بمشقة وبعد مدة طويلة من إسترضائهم. ولا تضع المكتوب في النجاسات حتى وإن لم ترغب باستعماله بل إرمه في البحر أو في ماء جاري أو إدفنه بعد أن تسكب عليه الحبر . ولا يصح لك أن تسرق ما تكتب عليه أيا كان بل يكون قاصدا من حر مالك وذلك أفضل ولا بأس إن إستأذنته أو أُعطيته .
واعلم أن جلود الحيوانات وعظامها لا ضرر في الكتابة عليها فقد كتب عليها القرآن على عهد رسولنا العظيم .



2 ـ ما يكتب به
المشهور الزعفران المخلوط بماء الورد وتصنع له قلم من عود الزيتون للخير والشر وتقرأ قبل أن تكتب ما تريد : كهيعص حمعسق والقلم وما يسطرون. ثم تكتب ما تريد وهو يجزيك في كل أمر. ويمكن أن تكتب الأعمال التي لا واسطة بين الكاتب وبين المطلوب بريشة الصقر ثم يعلق العمل في الهواء. وللأعمال الرءاسية بمخلب الأسد أو ناب الذئب ويدفن في التراب . وللأعمال الإنتقامية بقرن الفلفل الأحمر ويوضع قرب النار . ويجزي الحبر المائي الأسود في جميع الأعمال . وإن كنت تستعمل الزعفران يمكنك أن تستعمل قلم البركل ولا تخطيئ بإدخال الزعفران في بطن البركل وإنما يكفي أن تأخذ برأس القلم غطسة صغيرة في الزعفران تكفيك لتكتب نصف الإخلاص . واحترس من الكتابة على الجلود بالزعفران فإن الجلد يتشرب المداد وتضيع الكتابة فتخسر الجلد فينبغي أن يكون سن القلم رفيعاً جداً لتكتب به على الجلد .

3 ـ المكتوب
وهو لا يخرج عن ثلاث: الحروف . الأعداد . المرسوم وقد يكون صور لبشر أو حيوانات أو الأوفاق وسنختص بالذكر هنا على الأخيرة ونترك الرسوم الأخرى للكاتب يقدرها على ما نورده من مفهوم عام للوضع.
أولاً الحروف :
وهذه هي طريقة وضعها: أ ب ج د هـ و ز ح ط ي كـ ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ . والألف دائما تحمل تاجها على رأسها مهما كانت ألف مد أم قصر أم تعريف . والهاء دائما مشقوقة ثم تبسط جسمها على السطر وكأنها تستعرض واضعه يدها على رأسها هكذا : . ولا وجود للهاء المربوطة ولا المنقطة بل جميعها على ما رسمنا. والكاف مثل الثعبان هكذا : . ثم لا تطمس دوائر الحروف ولا تلاصق بين النقط ولا بين حرف وآخر وإنما دائما تكتب متفرقة الأحرف في جميع الأعمال . وتضع كل حرف بتأني واحترام شديد فإنها أملاك قادرة على النفع والضرر بإذن ربها فيجب وضعها بإجلال وتواضع فمنها يعرف الله جل وعلى وأقسم كما عاجز بها العالمين ووضع بها كلامه الكريم ومن أنكر منها حرفا فقد كفر فحبها من حب الله وإن حدثتها وحاورتها ولاطفتها فألفتك فقد حزت الأمور كلها فبها العلوم كلها تنطق وبكل لغة ترسم فتخاطبك وتقضي أعمالك .ثم ينبغي أن تقف عند كل حرف أثناء وضعه كي تتذكره فلا ينساك. وعندما تضعه تخيل أنك تضع جزأ منك يخرج من جهة قلبك إلى مكان تكتبه . وعندما تنتقل إلى غيره لا تنتقل وكأنك تهينه بل أكرمته وخلصك لتكرم أخيه وهو عنك راضي وقد أفسحت له مكانا في قلبك لن يتغير وتشتاق إليه لا تطيق حتى ترجع إليه ملك عزيز ونيس .

ثانياً الأعداد
وطريقة وضعها بالهندية هكذا :
وهي دائماً ترسم بهذه الأشكال وينطبق عليها ما قلناه في الحروف

ثالثاً المرسوم( الأوفاق )
الأوفاق علم عددي ضخم. وقد يقدر لنا الخالق أن نضعه واضحا مكتملا وهنا سنضع فقط ما يهم المبتدأ ليستخدم ما جاء في كتابنا من فوائد.
وهو باختصار أخذ أعداد ما نريد أسماء وندخل بتلك الأعداد في مصفوفة ثلاثة في ثلاثة أو أربعة في أربعة أو أكثر بحيث كل صف يتساوى في المجموع مع بقية الصفوف الأخرى .
ولابد أن تكون الصفوف متساوية حتى في الرسم ولا ينبغي إستخدام المسطرة في التسطير ولكن العمل أن تسطر الوفق في ورقة شفافة ثم تضعها تحت كاغدك وتمرر على الخطوط حسب الترتيب الآتي.ولا ينبغي أن تلامس الأعداد بعضها ولا تلامس الخطوط الأعداد . وإذا وضع الإسم أو الآية في وفق بزيادة واحد فهو للخلوة أو الرياضة لإكتساب القوة التي فيما وضعت للتنتقل للمستخدم . ومثاله إسمه تعالى شافي وهو يساوي بالجمل 391ندخله مثلا في المثلث بقاعدته فيكون : 391-12÷3=126
127
135
129
133
130
128
131
126
134
المفتاح 126 والكسر واحد فيخرج هكذا
فكل صف وعمود بعدد شافي391
فيقرأعليه الإسم 391×3 مرة وهو في يدك
لمدة أقصاها 40 يوم بعده تستطيع إستخدام الوفق. وذلك مثل شفاء شخص فتأخذ فلان بن فلانة بالجمل, وتضرب الناتج في جميع أعداد وفق شافي المتقدم وتضع الأعداد الجديدة مكان كل مضروب. وتقرأ عليه شافي فلان بن فلانة عدد هذا السطر الذي تتلوه . والأقوى أن تمحوه ويشربه بعد التلاوة. ولكل وفق وقت يرصد فهذا تأخذ الجملة شافي فلان بن فلانة عدده 770 ÷7= 7 أي يوم السبت ثم 770÷ 24= 2 الساعة الثانية. وهي تحتاج للرصد كون أسرار الأعداد مرتبطة بالإختيارات العلوية ( الأفلاك ) أما الحروف فهي تفعل بالخاصية في أي وقت بالرياضة. والوفق الوحيد الذي لا يحتاج لرصد هو المخمس وسنضع شكله في سورة الإخلاص لاحقاً وهو سريع الإنفعال قوي التأثير أي المخمس عموماً والخالي القلب خصوصاً . والوفق الواحد يوضع بالحروف أو الأعداد أو بالإثنين وذلك أقوى ولا يوضع بعضه حرفي وبعضه عددي وإن رأيت مثل ذلك في كتاب فالمقصود أن يريك المؤلف طريقة تداخل الحروف في الأعداد وعليك تكميل عمله . وهذه صفة تخطيط الوفق:
نبدأ التسطير من الأعلى بالطبع وبإتجاه السهم وعند إكتمال المربع الأول ثم الذي يليه وهكذا مثاله في وضع المثـلث هذا بطريقتين :
للخير للشر









الباب الثاني
التلاوة
والمقصود بها القراءة وتسمى أحياناً في كتب الروحانية تقرية أو قرية. وهي بأي نوع من أنواعها الأربعة ( الأسماء الحسنى ـ الآيات ـ العزايم والأقسام المعروفة ـ المستنطقات من الأسماء ) . يستظهر بقرائتها قوة أو أثر لعمل من الأعمال . وكما يوحي إسمها فهي تعني الرياضة أو الخلوة.

أولاً الرياضة :
هي تدريب النفس والروح على عمل من الأعمال. ولا يشترط لها غالباً الصوم . ولكن الصوم أفضل . والرياضة هي مقدمة لدخول الخلوة . وذلك لحكمة وهي أن تستعد بما عندك من متلو قبل أن تدخل به الخلوة لألا تفشل. فإن الخلوة تحتاج إلى الكثير من الإستعدادات والجهد فتريد أن تضمن لنفسك النجاح . ومثاله في ذلك حامل الأثقال الذي ينتظر سنة كاملة من التدريب الشاق لكي يدخل المسابقة الكبيرة في نهاية كل سنة, فينبغي أن يتدرب جيدا على الأحمال التي سيشارك بها وإلا أضاع سنة كاملة بلا فائدة . فالرياضة بالأسماء هو التدريب والتعود والتآلف بينك وبينها حتى تعرفها كما تعرف أبنائك وتتعرف هي عليك. ثم تحيط بك روحانيتها وتحس بوجودهم معك طوال فترة رياضتك . فأنت تـتلو الأسماء طوال اليوم لمدة أسبوع أو أكثر . وتستفيد من وجودهم آثار جانبية كالإستبشار والسكينة والوقار والطمأنينة والقبول عند الناس حتى أن من تعود يجافيك ولا يسلم عليك تراه يتفاجأ بك كلما رآك ويستبشر بوجهك ويبادرك أجمل التحيات بذهول وهالة غريبة تستشعرها واضحة جلية, وإن توقفت عن الرياضة عاد كما كان وإن عدت عاد معك . وقد تدوم الرياضة مدى عمر الإنسان كأوراد بعد كل صلاة وطوال اليوم على لسانك . ومن المفيد جدا الإبتعاد عن ذوات الأرواح أثناء الرياضة وهو يجزي عن الصوم في حال التريض . وتـنـتقل في الرياضة من اللفظ باللسان إلى لفظ بالجنان.وبالتفكر فيما تقرأ تجد لها إنطباعاً في النفس , وتبدأ تفهم منها معانيها العميقة التي لم تكن لك بها معرفة سابقة. ثم تدخل مرحلة الإشتياق, أنك كلما تكلمت مع أحد وانشغلت عنها تقع في قلبك فجأة فتُذكِرُكَ فتحزن لإبتعادك عنها فترجع إليها فتنشرح وتـنبسط أنفاسك وينتعش صدرك وتنبظ عروقك بالحياة, وتسمو بإنشادها في الآفاق, وترى نفسك وكأنك تـتلوها على حملة العرش, وتارة تطوف بتلاوتها على الكعبة الشريفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق