30 سبتمبر، 2014

ثانياً الخلوة :

ثانياً الخلوة :
وهي على أنواع منها إعتكاف في مكان شبه مظلم بعيدا عن الأصوات لمدة معينة مع الصوم والإمتناع عن أكل ذوات الأرواح ولا ما خرج منها كالبيض والألبان. وهي خلوة البدن وخلوة الرأس من الأشتغال بغير ما يتلى فيها. ولا تنام إلا عن غلبة. وهي للإستخدام التام واستنزال أرواح الأسماء, والتحقق بأخذ العهد منهم في خدمتك. ومنها دخول الخلوة فقط في آخر الليل أو ما بين الصلوات لتقرأ ما لديك . وبالطبع مع الإلتزام بالشروط نفسها . ومنها أيضاً الإبتعاد عن ملامسة النساء أي الجنابة مطلقاً, والهذر والمزاح وكثرة اللغو وما حرم الله والمعاصي .
ومن الخلوات ما لا يحتاج إلى أي شرط غير القراءة بعدد ممكن في توقيت ممكن وأحيانا بلا توقيت أي الأسماء الممتزجة الطباع وقد أوردنا شيئ من ذلك لاحقا . ولا بأس أن تشعل شمعة لتتمكن من قراءة ما لديك من تلاوة مع أن البعض يشترط حفظ المتلو لأجل توفير الظلام ولا أرى في ذلك إلا التوسط بضؤ شمعة تقرأ من ورقـتك بحضور قلب وتفريغ الرأس من الأفكار الأخرى, وإنما وضعت الشروط لتصل بالمختلي إلى التفرغ الكامل للمتلو فإن تحقق هذا فلا تصعب على نفسك. كما أن لي في الشمعة مآرب أخرى بعضها أنها علامة على حضور الروحانية, بمثابة علم ترفرف وتزيد وتـتطاول وتفرقع إذا حضروا. ثم لترى عدك إذا كنت تحسب التلاوة بالجهاز اليدوي ذو الأعداد فسيتعذر عليك أن تعرف عددك في الظلام, كما أن من مشاكل الخلوات ولو كنت حفاظ زمانك ولو كنت تـتلو إسم واحد ولو متداول كالله فإن الحساد ينسوك ما تـتلو عندها تنظر بضؤ الشمعة في ورقتك وتكمل عددك بلا لجلجة.
ومن شروطها أيضا الإلتزام بالعدد المعين بنية قراءته به, فلا تـتجاوزه ولا تقطعه لأي غرض وإلا فسد عملك ووجب عليك تركه لفترة لا تقل عن 40 يوماً ثم يمكنك أن تعمله مرة أخرى, وبعضهم قال أن الروحانية لن تستجيب لك إذا قطعت العدد فإذا أردت العمل به مرة أخرى تنتظر مدة عدد التلاوة أياماً فإن كان عددك2541 فتنتظر ذلك العدد أياما حتى يمكنك أن تعاود العمل مرة أخرى أو تنتظر بما تبقى من العدد أياما. وهذا كله باطل فإنما يريدون بذلك أن يظاهوا عدد ما حرم الله عز شأنه وهو من هو وقد فرض على شارب الخمر أن صلاته لا تقبل 40 يوما , وهذا حق جاري حيث فعلا الدم يطهر تماما من الكحول في 40 يوم وعندها يكون جاهزا لتلقي الروحانية فقسنا حكم الله وتقديره الطبيعي على من قطع عمله وأفسد خلوته بأي مفسد كقطع العدد .
والفرق بين الرياضة والخلوة أن الرياضة ليس فيها إستنزال واستحضار أملاك بل هم موجودين تراهم بالأمارات والإشارات دونما المباشرة على عكس الخلوة. كما أنه ليس بشرط أن يكون هناك إستنزال للأملاك في الخلوة فبالرغم أنهم لم يتنزلوا إلا أنهم معك في أعمالك تأمرهم بما تريد . ثم أنه كثيرا ما يقال الرياضة والمراد بها الخلوة ولكن ليس العكس .

الرياضات والخلوات تعطي صاحبها القوة على التصريف بلا شك
ولكن .... هناك عدة محاذير تمنع الأسرار نفسها بها عن الجميع بلا إستثناء إلا من منع نفسه الأمارة بالسؤ وواصل إيمانا وثقة بها. وهي :
1 ـ التـتويه بالتمنية الخداعة. فتلقي الروحانية في قلبك أن هذه الخلوة جيدة وتلك أقوى وهذه نافعة وهكذا كل خلوة تناديك روحانيتها حتى تـتكاثر عليك فتـتركها كلها أو تجمعها وتصحفها ثم كل يوم تنظر إليها ولا تستطيع أن تـقرر أيهم أقرب إليك نفعا فتدخل في مصيدة سوف ولا تفعل شيئ فتستريح الروحانية منك وتريحك منها .
2 ـ التشكيك ( الآدمية ). كما أكل آدم من الشجرة .وهي عكس الأولى بأن تدخل الروحانية رأسك وتبدأ اللعب به وتشكك في أي رياضة عزمت عليها . هذه غير مضبوطة الألفاظ .وتلك لا أعلم معنى ألفاظها, وهذه الآيات هل يعقل أن فيها كل هذه القوة والأسرار, وهذه طويلة وتلك قصيرة. وكيف تحل هذه الروحانية في هذه الأسماء. وهكذا تعيشك الروحانية في عالم كيف فتستريح وتريح .
3 ـ تصوير الذكاء الكذاب ( الإبليسية ) . كما رفض إبليس السجود لآدم . تقنعك الروحانية أن هذه الخلوة أو الرياضة صحيحة قريبة نافعة ولكن واضعها لا يمكن أن يضعها لكل واحد بتلك السهولة فهي سيف قاطع بل موهها بعض الشيئ. فتبدأ تبحث بذكائك لتفضح خدعة المؤلف. فتارة تقول في حروف الكلمات سرها وأخرى في ترتيب الكلمات. لا بل هي معكوسة. ومرة عدد قراءتها يجب أن يكون كذا . فتضيع في عالم الكم فتستريح وتريح .
4 ـ المعرفة والمقدرة الوهمية ( السامرية ) . السامري الذي قبض قبضة من أثر الرسول. تنظر رياضة ما وتقول أعلم كيف رتب هذه الأسماء وما المقصود من وضعها بتلك الصفة. وهذه الأسماء الأعجمية أعرف كيف أصنع مثلها بل وأحسن منها فتضيع في قضية الأنا فتستريح وتريح .
ونلاحظ أنك بعد لم تدخل ولا رياضة أو خلوة واحدة بل ما زلت تسأل عن تفاصيل الطبخة وحقيقة أن الذكاء أحيانا كثيرة مصيبة بل كارثة .
5 ـ قضية متى. تختار مثلا رياضة ثم تفكر متى هو الوقت المناسب والأصلح لأدائها لتحصل على أسرع وأقوى نتيجة . أو ما هو الوقت المناسب لك لتؤديها فهناك العمل والأسرة والتلفاز ووقت الراحة المخصص لك لتشحن بطاريتك كما ينبغي لتواصل عطائك في عملك بالكفائة المرجوة. فتبحر بعيدا في عالم متى آجلا فتستريح وتريح .
6 ـ المفاجآت القاهرة. إخترت رياضة ما بعزم ونية وتصالحت لها وقتا مناسبا وقبل أن تذهب لتؤديها تحدث دائما مفاجآت, حضر ضيوف, لابد أن تخرج لظرف طارئ , إتصال هاتفي , موعد لابد منه, وهكذا تكون حبيس الرياح فتستريح وتريح .
7 ـ وسواس الإنتقاء. إخترت رياضة ما فجلست واستقبلت القبلة ثم بدأت , وبعد فترة تبدأ الوساوس تلعب برأسك, هذه الرياضة ليست صحيحة , أو هناك الأفضل منها لما لا أستعمل الرياضة الفلانية بل الرياضة العلانية أقصر وأسهل وفيها من الخصائص كذا وكذا. فتـترك ما بدأته إلى غيره ثم مرة أخرى وهكذا لا تستقر قدماك على رمال ثابتة فتستريح وتريح .
8 ـ التخلص والإرتياح. وبعد هذه الملحمة المريرة لا تريد شيئ غير الرضى بالقليل وهو أن تعيش بسلام على الأقل مع نفسك فتدافع عن كبريائها وتكذب جميع الكتب وأن لا وجود لمثل هذه الحاجات وأنت وحدك من يعرف الحقيقة عن تجارب كثيرة صادقة فلا حتى تريد أن تصلي عليها لأنها قد خرجت عن ملتك فترميها وراء ظهرك فتستريح وتريح .
ولا أكثر من أننا سنضع حلولا لهذه المشكلة ناجحة إلا مع صاحبنا ذاك ذو الخبرة الواسعة .








ثالثاً أدوات التلاوة .
أولاً السبية .
وهي ثلاثة أعواد من الزيتون بطول 75سم تقريباً وتشد ثلاثتها من رأسها ثم توقف مفردة الأرجل كما الخيمة أو مبخرة الملابس , ثم يعلق من وسطها خيط يحمل المكتوب فيتدلى إلى أن يصل إلى المبخرة التي تبخره بها من تحته , بحيث تكون السبية موضوعة أمامك. والأفضل تصنع سبية من أعواد الرمان الحامض للشر وسبية أخرى من الرمان الحلو للخير . وطولها ليس بشرط وإنما تكون بأطوال متناسبة وجلستك أمامها وبخورها تحتها وتدلي المكتوب منها. وهي تستخدم غالبا لتبخير الأوفاق . ولكن تستخدم لتبخير الكتابات والخواتيم التي للخلوات والرياضات التي تقرئها على المعلق المبخر .

ثانياً البخور .
وهو يجب أن يكون عموماً كل ذي رائحة طيبة في الخير وذي الروائح الكريهه للشر . وليس بشرط التقيد ببخورات الأيام التي وضعت إلا إن إشترطها واضع الطريقة فهو أولى بمعرفة سر ذلك. وللبخور حكمة روحانية, كون الأرواح وهي من مسماها توحي بالرائحة من نفس الإشتقاق الإسمي, لذلك كانت الروائح غذاء الأرواح, وإذا ما شم الإنسان الرائحة الجميلة إنبسط مزاجه وتلك هي روحه التي تشم وتـتغذى على البخورات الطيبة. أما إذا شم الروائح الكريهه إنقبضت نفسه . وفي الأرواح من هو شرير بطبع الأسماء والحروف ومعاني العمل المتلو , وهي تحب الروائح الكريهه التي من طبعها وهي غذائها الذي تنفعل له . وإذا ما وصفت في طريقة من الطرق عدة بخورات فهي تدق كلها وتخلط وتعملها أقراصاً لتستعملها في العمل , أو حتى بدون أن تقرصها وإنما تضعها في الجمر بعد دقها وخلطها ببعضها . وليس بشرط التبخير أثناء العمل بل إن بخرت بما يملأ المكان قبل العمل وحرصت على أن البخور لن يتسرب من المكان لوقت كافي فذلك ممكن لألا تشتغل وتـنقطع عن التركيز ومواصلة عملك بالمبخرة والجمر .
رابعاً أعمال التلاوة .
1 ـ تنظيف مكان التلاوة ووضع سجادة الصلاة على القبلة
ولا بأس بوضع شيئ من الوسائد تحتك إن كنت ستقعد لمدة طويلة. ويكون المكان بعيداً عن الأصوات لاتسمع ولا تُسمع . وتقرأ آية الكرسي ثلاثا ثم تباشر عملك . وإن كان عملك إستخدام للروحانية أو إستنزال في خلوة سواء قصيرة أم طويلة فتزيد الشروط التالية قبل البدأ .
2 ـ صرف العمار . فإن في كل بقعة من أرض سكان للمكان, يمنعون غيرهم من الدخول إلى مساكنهم, ويخربون عليك عملك أحيانا حسداً من عند أنفسهم . والمشهور لصرفهم تقول : أقشامقش مهراقش أقشمش شقمونهش نادى العلي الأعلى من فوق عرشه أن يا جبريل اهبط إلى الأرض ونادي فيها باسم
( صباوؤت 3) فهبط جبريل من السماء بعـذاب قاصف فـتـفرقت منه الجن شرقاً وغرباً، يا عمار هـذا المكان انصرفوا إلى قاع الجبل المخوف حتى أقضي حاجتي ولا تـفسدوا علي عملي وإلا يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تـنـتصران هـيا هـيا انصرفوا .


3 ـ الحجاب . وهو يقرأ خاصة عند إستنزال الأرواح الأرضية. فلا تضمن الغدر منهم. وكذلك إذا كانت لك بعض القراءات ولم تعرف من تستنزل فإحتياطا تحتجب عنهم. وكذلك إن كان عملك شرا تحتجب. أما إن كان عملك خيرا أو بإستخدام الآيات أو الأسماء الحسنى فهذه كلها روحانيتها لا تصرف في المعاصي أو أهواء الناس وبالتالي فلن تضرك بغير ذنب لأنها مكلفة ولكن يكفي أن تقرأ تبركا آية الكرسي ثلاثا أو مرة واحدة ومعها ما شأت مما تحب من الأيات كالفاتحة والأية 35 من سورة النور والآية 122 من سورة الأنعام . أما الإحتجاب الكبير أن تكتب آية الكرسي كل حرف منها في قصاصة صغيرة من الكاغد وكلما كتبت حرفا تمرر القصاصة بالإبرة بخيط أحمر وتكون جهة الحرف مقابلتك حتى تجمع كل القصاصات فتربط طرف الدائرة ثم تضعها أرضا وتقعد داخل الدائرة, ثم تتلو الكرسي مرة وتنظر إلى يمينك وتقول: حصنت نفسي بحصن كلام الله عن يميني وتـتفل ثلاثا. وتفعل كذلك وتقول عن يساري. ثم من أمامي . ثم من خلفي. ثم من فوقي. ثم من تحتي . ثم تباشر خلوتك . ولا بأس إن فعلت دونما كتابة ولكن هو الأحسن إن خفت الغدر .
4 ـ الإصراف . وهو بعد نهاية أي عمل من الأعمال التي جلست تقرأها أياً كانت . وإذا أردت صرف الأرواح بعـد نهـاية العمل فقل: بخ2 رمياخ2 ترفيق2 خفافاً وثـقـالا( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ) إلخ الآية بحق ما جئتم من أجله طائعين انصرفوا من أجله معززين مكرمين ذلـك تخفيف من ربكم ورحمةـ إذا زلزلت الأرض ـ إلى قوله يومئذ يصدر الناس أشتاتا وتـكرر أشتاتا ثلاثا ثم قل بارك الله فيكم وعليكم وذلك إن كانوا أرواح أرضية وقل: أيدكم الله بالنور الساطع والسيف القاطع إنصرفوا إلى ما كنتم عليه بارك الله بكم وذلك إن كانت الأرواح علوية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وتكرر ذلـك ثلاثا فينصرفون .
والأسهل من ذلك لصرف الأرواح أيا كانت أن تقول بعد نهاية أي عمل: إنصرفوا بارك الله فيكم وعليكم إنصرفوا إلى ما كنتم عليه بحق, وتقرأ سورة الفاتحة وتفتح تفسح لهم بقلبك: أيدكم الله بالنور الساطع والسيف القاطع ورفع ذكركم وأعلى شأنكم ثم تقرأ الشهادتين وتحوقل وتصلي على النبي وأنت تنهض وما تزال حتى تخرج تماما من المكان .
ويجب أن تصرفهم في كل عمل ولا تعلقهم وإن لم يظاهروك. وإن كنت أرسلتهم في عمل من الأعمال تبدل مكان قولك: إنصرفوا إلى ما كنتم عليه. تقول: إنصرفوا لتنفيذ ما طلبت منكم تنفيذه.

خامساً المتلوات .

ما يتـلى في الرياضات والخلوات لا يخرج عن أربعة أقسام:أسماءه الحسنى ــ الآيات ــ العزائم والأقسام ــ الأسماء المستنطقة من الأسماء أو الأعمال .
ويجب على الطالب المريد أن تكون له بعض التلاوات التي يتقاوى بها. على الأقل عزيمة وأية وإسم من أسماءه الحسنى. أو أقل القليل مجهودا إسم من أسماءه الحسنى وهو كثير وكفاية. حتى إذا ما أراد كتابة شيئ تنفعل له الروحانية وينجح في عمله. وإنما الأعمال والرياضات تضاف دائما في رصيد متن الطالب ومضاعفة قوته وإن لم تـنجح كما يريد هو, وذلك فقط إن راقبته الروحانية هل سيكفر بها ويكذبها ويظاهر بذلك للغير أم لا, صبر وتيقن الضعف منه واستزاد واحتاط لنفسه أكثر وحاول معرفة الخطأ وإصلاحه ولم ييأس, وجاهد نفسه بالصوم أكثر للوصول إلى هدفه. عندها تنفتح له الأبواب وهو لا يدري, وأي عمل يعمله يتحقق وبسهولة . وهذه ليست بقاعدة , فقد تتحقق بعض الأعمال من أول تجربة ولكن قد لا تتحقق في المرة الثانية, وقد تتحقق مع شخص ولا تتحقق مع آخر. وهذه كلها في حق المبتدئين كما قلت إستدراج واختبار للإحباط والتضليل. وقد وضعنا في هذا الكتاب أعمالاً تتحقق مع أي شخص ودونما شروط, حتى الإسلام ليس لها شرط ولا التقوى, مع أنها من القرآن وأسماءه تعالى. وإن كانت هذه في حق صاحبها إستدراج , فبالصلاح تقوى الأمور على المدى البعيد. ومن الأعمال ما هو بعرض البحر ولكن كما قال في شمس المعارف: إلزم بابا واحدا تـفتح لك الأبواب واخضع لسيد واحد تـخضع لك الرقاب . فلله الأمر جميعاً .


أولاً الأسماء الحسنى .
وقد قدمناها على الأيات لإن الله سبحانه وتعالى لم يوجهنا للدعوة بالآيات. ولكن أمرنا بالدعوة بأسماءه حيث قال في الأية110 من سورة الإسراء ( قل أدعوا الله أو أدعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) وفي الآية 180من سورة الأعراف( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) فالآيات عبادة وأسماءه دعاء . ولم أختبر أسرع إجابة ولا أقوى أثر من إستخدام أسماءه تعالى, فهي كل ما يحتاجه الطالب .
1 ـ إختيار الأسماء:
الذاكر لأسماءه تعالى بتحقق ويقين ومداومة وتوله تعطيه الأسماء ما فيها من قوة بحسب معنى ذلك الإسم, فتنـتقل تلك الصفة من الإسم إلى الذاكر ويتوحدان في الفعل وبعض الصفات لا في القدر والمنزلة .
فينبغي على الذاكر أن يختار شيئ من الأسماء وإن يكن إسم واحد في البداية فهو أحسن وأكثر تركيزا من تشتيت الطاقة. وأقرب للإحاطة والفهم دونما تدخل معاني أكثر في بعضها البعض, فإن تقديم إسم على آخر أو إضافة إسم إلى آخر يحول المعنى إلى معنى آخر . فإن قلت: عزيز, فإنك تطلب العزة الدنيوية والكرامة وكل ما هو نادر الوجود. فإذا قلت: عزيز عليم, فإنك تطلب النادر من العلوم. فإن قلت: عليم عزيز , فإنك تحقق أن العلم عزيز ونادر الوجود وبالتالي لن تحصل عليه لأنك لم تقدم ما تريد. وهكذا وكلما إزداد عدد الأسماء تداخلت المعاني وازداد التعقيد وذلك في حق الواصل المريد للمزيد . أما المبتدئ فعليه بالأسماء المفردة وخاصة العامة منها يذكرها على لسانه وبقلبه طوال اليوم حتى أنه لا يرى شيئ أمامه إلا رآى ما يذكره من أسماء في ذلك الشيئ فيعرف عظمة خالقه الذي خلق كل شيئ من نفس واحدة. ويتساوى عنده أبيضها وأسودها فقيرها وغنيها أرضها وسمائها. ومن العجيب أن معضم المؤمنين يحددون قدرة الله تعالى حسب هواهم, ولا يعلمون أن ذلك من ضعف الإيمان, فإن قلت لشخص أبري ما بك من حمى بتلاوة إسم من أسماءه تعالى, يقول: نعم أومن. وإن قلت له: وهذا الشخص الذي كسرت ذراعه أرجعها كما كانت بإسمه تعالى, يضحك غير مصدق. فهل هو إيمانه بك ضعيف أم تصوره لقدرة الله تعالى أضعف؟ بلى إن تؤمنوا به تعملون المعجزات الظاهرة بأسماءه الطاهرة. ولو وثق المؤمن بحجر لنطق.
أما إن أردت الدخول بها خلوة فيجب أن تكون هناك واسطة بينك وبينها غير اللسان والجنان. وهو أن تكتب الأسماء أو الإسم حروفاً مفرقة في كفك. أو أن تكتبها على ورقة كاغد وتبخره على السبية. وخاصة إذا ما أدخلت الأسماء في وفق من الأوفاق فلا تحتاج لكتابتها في الكف ثم تحمل المكتوب . أو تحله في الماء فتشربه فتحقق بذلك واسطة الدخول والتداخل.

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيك وعليك يا شيخنا افأدك الله....
    ....ابو شوشه....

    ردحذف