17 يوليو، 2015

الأسماء الحسنى


الأسماء الحسنى .
وقد قدمناها على الأيات لإن الله سبحانه وتعالى لم يوجهنا للدعوة بالآيات. ولكن أمرنا بالدعوة بأسماءه حيث قال في الأية110 من سورة الإسراء ( قل أدعوا الله أو أدعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) وفي الآية 180من سورة الأعراف( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) فالآيات عبادة وأسماءه دعاء . ولم أختبر أسرع إجابة ولا أقوى أثر من إستخدام أسماءه تعالى, فهي كل ما يحتاجه الطالب .
1 ـ إختيار الأسماء:
الذاكر لأسماءه تعالى بتحقق ويقين ومداومة وتوله تعطيه الأسماء ما فيها من قوة بحسب معنى ذلك الإسم, فتنـتقل تلك الصفة من الإسم إلى الذاكر ويتوحدان في الفعل وبعض الصفات لا في القدر والمنزلة .
فينبغي على الذاكر أن يختار شيئ من الأسماء وإن يكن إسم واحد في البداية فهو أحسن وأكثر تركيزا من تشتيت الطاقة. وأقرب للإحاطة والفهم دونما تدخل معاني أكثر في بعضها البعض, فإن تقديم إسم على آخر أو إضافة إسم إلى آخر يحول المعنى إلى معنى آخر . فإن قلت: عزيز, فإنك تطلب العزة الدنيوية والكرامة وكل ما هو نادر الوجود. فإذا قلت: عزيز عليم, فإنك تطلب النادر من العلوم. فإن قلت: عليم عزيز , فإنك تحقق أن العلم عزيز ونادر الوجود وبالتالي لن تحصل عليه لأنك لم تقدم ما تريد. وهكذا وكلما إزداد عدد الأسماء تداخلت المعاني وازداد التعقيد وذلك في حق الواصل المريد للمزيد . أما المبتدئ فعليه بالأسماء المفردة وخاصة العامة منها يذكرها على لسانه وبقلبه طوال اليوم حتى أنه لا يرى شيئ أمامه إلا رآى ما يذكره من أسماء في ذلك الشيئ فيعرف عظمة خالقه الذي خلق كل شيئ من نفس واحدة. ويتساوى عنده أبيضها وأسودها فقيرها وغنيها أرضها وسمائها. ومن العجيب أن معضم المؤمنين يحددون قدرة الله تعالى حسب هواهم, ولا يعلمون أن ذلك من ضعف الإيمان, فإن قلت لشخص أبري ما بك من حمى بتلاوة إسم من أسماءه تعالى, يقول: نعم أومن. وإن قلت له: وهذا الشخص الذي كسرت ذراعه أرجعها كما كانت بإسمه تعالى, يضحك غير مصدق. فهل هو إيمانه بك ضعيف أم تصوره لقدرة الله تعالى أضعف؟ بلى إن تؤمنوا به تعملون المعجزات الظاهرة بأسماءه الطاهرة. ولو وثق المؤمن بحجر لنطق.
أما إن أردت الدخول بها خلوة فيجب أن تكون هناك واسطة بينك وبينها غير اللسان والجنان. وهو أن تكتب الأسماء أو الإسم حروفاً مفرقة في كفك. أو أن تكتبها على ورقة كاغد وتبخره على السبية. وخاصة إذا ما أدخلت الأسماء في وفق من الأوفاق فلا تحتاج لكتابتها في الكف ثم تحمل المكتوب . أو تحله في الماء فتشربه فتحقق بذلك واسطة الدخول والتداخل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق